مقال هذا
الأسبوع 2021/10/26 م
بقلم
/
الأستاذ المدرب محمد صومي كريم الرشادي.
نرى كل
إنسان، عنده أمنيات وطموحات. ولتحقيقها يحاول هؤلاء ليل نهار، صباح مساء بفارغ
الصبر ولكن محاولات كثير منهم أدّتهم حبرا على ورق. وبعض الناس يظنون أن تحقيق
أحلامهم من رابع المستحيلات. وهؤلاء الظانون لم يعلموا إلى الآن كيف يمكن للإنسان
أن يغير حياته؟ وكيف يمكن أن يحول أحلامه إلى أهداف؟ وكيف يمكن أن يتغلب على
المعوقات التى تعترضهم؟ وكيف وكيف وكيف...... إذن، لا بد أن يعلم هؤلاء أنه لا
حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة. وقد قيل ( من الخطأ أن تعتقد أنك وُلدت بشخصية
معينة، لا سبيل إلى تغييرها. بل أنت في تغيير كل يوم ) وقد قيل أيضاً ( إن الذين
لا يستطيعون تغيير حياتهم إمّا هم سكان المقابر أو المجانينُ ) ودائماً، نراهم
يلومون على أحوالهم وظروفهم. ويقولون كم من مرة، حاولنا محاولة تلو المحاولة ولكن
كل هذه المحاولات أدّت إلى الفشل. والمشكلةُ الأساسية عند هؤلاء الناس أنهم
اختاروا للمحاولة طريقة واحدة فقط. ولم يخطر بِبالهم أن هناك طرقاً عديدة للمحاولة
والكد والاجتهاد. وإذا لم ننجح في محاولة فسنقوم بمحاولة أخرى أفضل منها لكي نحقق
ما نريده. وحينئذٍ لا بد أن نغير الوسائل حسب ما تقتضيه الأحوال والظروف.
أكتب هناك
قصة واقعية من باب ضرب الأمثلة.
جلس رجل
أعمى على عتبة إحدى العمارات، واضعاً قبّعته بين قدميه. وبجانبه لوحةٌ مكتوب عليها
"أنا أعمى، أرجو منكم أن تساعدوني" فمر رجلُ إعلاناتٍ بالأعمى ووقف ليرى
أن قبعة الأعمى لا تحتوي سوى قروش قليلة. فوضع المزيد فيها. ودون أن يستأذن الأعمى،
أخذ اللوحة التي بجانب الأعمى. وكتب عليها عبارة أخرى. وأعادها إلى مكانها. ومضى
في طريقه. ثم لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية فعرف أن
شيئا قد تغير. وأدرك حسب ما سمعه من المارة أن الكتابة هو سبب ذلك التغيير. فسأل
أحد المارة عما هو مكتوب على اللوحة. فقال له : المكتوب هو ( نحن في فصل الربيع
لكنني لا أستطيع رؤية جماله )
ما هي
العبرة من هذه القصة؟
ألا وهو
أنه لا بد أن نغير استراتيجياتنا عندما تسير أمورنا على عكس ما نريد وأن ننجح في
تحويل رحلاتنا مع التغيير إلى متعة نعيشها وأن نكون من عداد المتشوقين إلى مستقبل
أفضل. ونرى بعض الناس أن المستقبل هو امتداد للماضي. ونقول لهم "اتركو الماضي
خلفكم. وحاولوا أن تخرجوا قدراتكم على تحويل السالب إلى موجب وامنعوا أنفسكم
من تذكر المواقف التي تعرضتم فيها للإحراج
أو اللإهانة من قبل الآخرين. وافتحوا صفحة جديدة في حياتكم". وقد قيل لنا "ليس هناك أحد أكثر سعادة من
الإنسان الناجح الذي يتعلم من تجارب الآخرين وسيرهم الذاتية وعباراتهم المأثورة
وخطواتهم العملية التي تركوها لنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق