آخر الاٍضافات

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

مقال هذا الأسبوع: أخطاؤنا هي التي ترينا أعمالَ الناس خطأ



مقال هذا الأسبوع: أخطاؤنا هي التي ترينا أعمالَ الناس خطأ،
2021/10/05 م،
بقلم / الأستاذ المدرب محمد صومي كريم الرشادي.

 

يواجه الإنسان يومياً عددًا من المشاكل والعقبات. ربما ينشأ عنده قلقٌ يؤدي إلى تحطيم شخصيته وفقدان التوازن والاعتدال لديه وشعورِه بالاضطراب المستمر بل وتأثيره على أعضاء جسده أيضاً. ومشكلةُ بعض الناس أنهم يعيشون غرباء في زمانهم وعن زمانهم. فنراهم يفكرون في الحاضر بعقلية الماضي وينظرون إلى الحياة بمنظار ضيق أسود. ويفكرون أن الأخطاء تقع من غيرهم. وما ذلك إلا لانغلاقهم على أنفسهم وجمودهم في تفكيرهم ووجود بعض المفاهيم الخاطئة من حولهم في خواطرهم ومن حالهم. هكذا نجدهم من أتْعَسِ الناسِ وأكثرِهم شقاء!


أودُّ أن أوضح ذلك بمثال واقعي قرأته أثناء مطالعاتي للكتب.


نعم، انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد في مدينة جديدة. وفي صبيحة اليوم الأول بينما يتناولان وجبة الإفطار... قالت الزوجة مُشيرة من خلف زجاج النافذة المطلّة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما: انظُر يا حبيبي إلى غسيل جارتِنا فإنه ليس بنظيفٍ... ربما إنها تشتري مسحوقا رخيصا لتغسل أثوابها.... دأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة عندما ترى جارتها تنشر أثوابها المغسولة... وبعد مُضي شهرٍ، عندما رأت الأثواب نظيفة على حِبال جارتها، قالت الزوجة لزوجها وهي مندهشة: انظر....، انظر....، لقد تعلمتْ أخيراً جارتُنا كيف تغسل. فأجاب الزوج :يا حبيبتي كلاّ، لقد استيقظتُ مبكرا هذا الصباح. وفور استيقاظي نظّفتُ زجاج النافذة التي تنظرين من خلالها!


العبرة من هذه القصة واضحة تماماً مثل العنوان.

لذا نحاول أن نصلح عيوبنا قبل أن ننتقد الآخرين ونعلل لأقوال الناس وأعمالهم. ونقدم لهم الأعذار. ولا ننس أنفسنا أن نبحث في داخل ذواتنا  من مواهب وقدرات كامنة. فسوف نجد كل شيء رائعاً لدرجة أننا لن نصدق أن كل هذا بداخلنا. ونتأكد أننا أصحاب شخصيات مختلفة عن الجميع. ونحن في أمسّ الحاجة إلى نجوم تتلألأ في السماء المظلمة التي قد نراها إذا شعرنا ببوادر من الإحباط قد تتسلل إلينا. ونحاول أن نعرف  ميولنا واهتماماتنا. ونحوّلها من مجرد اهتمامٍ نظري إلى نشاطٍ عملي على أرض الواقع. وسوف نكتشف أشياء كثيرة لم تكن نتوقعها أن في إمكاننا أن نفعلها.

 

الشيء الثابت الوحيد في حياتنا هو التغيير  فهو سنّة كونية نعيشها. قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهذا تأكيد على أنّ أي تغيير حولنا، نكون نحن نقطة بدايته.

هناك تعليق واحد:

test