آخر الاٍضافات

السبت، 23 مايو 2020

الجامعة النظيمية بسريلانكا تخسر علما من أعلامها بعد وفاة الدكتور شكري

بقلوب راضية بقضاء الله وقدره نعت الجامعة النظيمية في جمهورية سريلانكا وفاة مديرها الشهير الدكتور محمد شكري محمد علي يوم الثلاثاء الموافق 19/5/2020م عن عمر ناهز  الـ 80 عامًا، لتخسر علما من أعلامها سخر حياته في التضحية لدينه وأهله ومجتمعه ووطنه.


ويعتبر الدكتور شكري إحدى الشخصيات الإسلامية النادرة التي قدمت العديد من الإنجازات للوطن وخاصة للمجتمع المسلم، ونجحت في وضع البصمة الواضحة الأثر في إحداث تغييرات جذرية في مجال التربية الإسلامية وتعليم الدين الإسلامي بما يتوافق مع متطلبات العصر وﺍﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟــﺔ، وظهرت حذاقة ذهنه وكمال فطانته وسعة عقله في العديد من المجالات منذ نعومة أظفاره، وتلقى تعليمه الابتدائي من قبل علماء مشهورين في عصره في مسقط رأسه ماتارا على بعد 160 كم من العاصمة كولومبو، وأكمل دراسته الثانوية في كلية زاهرة بالعاصمة، وتميز ببراعته في مهارات الإلقاء والخطابة وإتقانه فن الحوار والنقاش، وإجادته اللغة العربية بالإضافة إلى اللغات المحلية الثلاث -التاميلية والإنجليزية والسنهالية-.

وتخرج من جامعة بيرادنيا بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، فيما تم تعيينه محاضرًا في الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة، وهو أول مسلم حصل على شهادة الدكتوراه في جامعة أدنبره عن طريق منحة الكومنولث. وشغل منصب رئيس قسم اللغة العربية والحضارة الإسلامية بجامعة بيرادينيا (1976-1981) قبل توليه منصب مدير الجامعة النظيمية عام 1981 بناء على طلب بانيها ومؤسسها الراحل السيد/ محمد نظيم محمد إسماعيل (رجل أعمال شهير) للانضمام إلى مسيرته نحو تحقيق النهضة والتقدم لدى المجتمع المسلم والقضاء على تخلفاته.

وكان مربياً كبيراً وباحثًا متأنقًا قدم إسهامات كثيرة في العديد من المجالات، كرس حياته كلها للإسلام ولتعليم أبناء المسلمين، وكان ملما بالقراءة والكتابة والبحث في مجال التربية الإسلامية، وطارت صيته في الآفاق وذاعت سمعته، واشتهرت مواهبه العالية في الأوساط العلمية والثقافية والفكرية حتى عند أتباع الديانات الأخرى، حيث كانوا معجبين بأفكاره الثاقبة وحسن أسلوبه في إلقاء المحاضرات.

ومنذ أن أسندت إليه مسؤولية إدارة الجامعة النظيمية بمدينة بيرويلا جنوب غربي البلاد، بذل غاية الوسع لرفع مستوى طلابها وغرس ثقافة البحث وزيادة القراءة وتنمية مهاراتهم في التفكير والإبداع. وتحت قيادته الرائدة التي استمرت لحوالي أربعة عقود حتى وفاته رحمه الله، تمكنت الجامعة من تخريج عدد كبير من المربين والمدرسين والأساتذة الجامعيين والعلماء المؤهلين لإشغال المراكز القيادية في مختلف ميادين الحياة وساهموا وما زالوا يساهمون في بناء الدولة، ويخدمون في مختلف مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، والبعثات الدبلوماسية، والهيئات المدنية والدينية التي تدعو إلى الوحدة في التنوع والتسامح الديني والتعايش السلمي.

وساهمت كتاباته ومؤلفاته وهي في أوج نضجها الفكري وعطائها المعرفي في التغيير والحداثة، وبوصفه حاملاً للخبرة ومنتجاً للمعرفة، عين مستشار أول في تطوير المناهج الدراسية المقررة للمواد الدينية الإسلامية واللغة العربية في المدارس الحكومية، وكان يتمتع بعضوية العديد من الهيئات الأكاديمية مثل معهد الآثار للدراسات العليا، والمجلس الجامعي لجامعة الجنوب الشرقي بسريلانكا، والمجلس الوطني لليونسكو، واتحاد جامعات العالم الإسلامي. كما شارك في العديد من ورش العمل والندوات والمؤتمرات محليًا ودوليًا بالإضافة إلى مساهماته في وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية.

وقد ترك وراءه رحمه الله تراثا علميا كبيراً حيث ألف أو ترجم عددا من الكتب وأعد مئات من المقالات باللغتين التاميلية والإنجليزية في مواضيع مختلفة وخاصة فيما يتعلق بتاريخ المسلمين. وقام بجمع تاريخ المسلمين في سريلانكا من العصور القديمة إلى العصر الحديث في كتاب باللغة الإنجليزية تحت عنوان: (1986)Muslims of Sri Lanka: Avenues to antiquity ، وهذا العمل القيم عبارة عن جمع مجموعة من المقالات المكتوبة من قبل عدد من المؤرخين البارزين والتي تشير إلى التوسع الإسلامي في سريلانكا منذ العصور الأولى بدءًا من استيطان التجار العرب للجزيرة واختلاطهم بسكانها حتى الفترة الاستعمارية وما بعدها.

وتعد هذه الوثيقة التاريخية من أعظم ما قدمه الدكتور الفقيد رحمه الله للأمة الإسلامية، إذ لم يكن لدى المجتمع المسلم السريلانكي ما يثبت ارتباطه التاريخي بهذه الجزيرة في الماضي، على عكس المجتمع السنهالي والتاميلي حيث كان لديهم ما يثبت ارتباطهم التاريخي بالجزيرة من وثائق دينية وتاريخية.

نسأل الله أن يغفر الدكتور الفقيد بواسع رحمته ويتقبل أعماله ويجعل الجنة مثواه ويجازي عنا خير الجزاء  ويلهم أهله وذويه وطلابه وكافة محبيه الصبر والسلوان.
آمين يارب العالمين


اخترنا لكم :
وفاة داعية سريلانكي شهير
وفاة شخصية إسلامية شهيرة في سريلانكا
وفاة عالم دين بارز في سريلانكا بعد تعرضه لاعتداءات عنصرية

هناك تعليق واحد:

  1. شهادة على كيفية حصولي على قرض من أحد المقرضين القانونيين ، مرحبًا بالجميع ، اسمي زلاتا ريكوفا ، من سلوفاكيا. أنا هنا لأشهد كيف حصلت على قرضي من مؤسسات الائتمان. بعد أن تقدمت بطلب عدة مرات من مختلف المقرضين الذين وعدوا بالمساعدة لكنهم لم يمنحوني القرض مطلقًا. حتى عرّفني أحد أصدقائي على السيد إيليا. لقد وعد بمساعدتي وفعل ما وعد به دون أي تأخير ، ولم أفكر أبدًا أنه لا يزال هناك مقرضون موثوقون حتى التقيت بالسيد إيليا ، الذي ساعدني بالفعل في الحصول على قرض بقيمة 35000 يورو وغير إيماني. لا أعرف ما إذا كنت بحاجة إلى قرض حقيقي وعاجل بأي شكل من الأشكال ، فلا تتردد في الاتصال بالبريد الإلكتروني: (loancreditinstitutions00@gmail.com) أو عبر رقم Whatsapp: +393510483991

    ردحذف

test