وصف مدير مستشفى شهداء الأقصى
الدكتور كمال خطاب الطبيب الراحل بأنه كان من "الأطباء الواعدين في تخصص طب
الأطفال، ويتمتع بأخلاق رفيعة، وعلاقات طيبة ومتميزة مع زملائه والمرضى".
وكان طبيب الأطفال أبو رويضة (33
عامًا) في مناوبة ليلية في المستشفى ليلة الأربعاء عندما شعر ببعض التعب، وطلب من
زميله الطبيب حسن بشير أن يذهب ليرتاح قليلًا ومن ثم يتبادلان العمل والراحة.
ارتقى
ساجدًا
وقال بشير للجزيرة نت "صلينا
العشاء معًا، وبعد ذلك بوقت قصير أخبرني أنه يشعر ببعض التعب، وطلب أن يذهب إلى
غرفته لأخذ قسط من الراحة ومن ثم يتسلّم العمل بدلًا عني".
"وبعد مرور
أكثر من ساعتين، وبينما كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا، شعرت بأن أمرًا ما
حدث مع محمد، وكنت قد لاحظت عليه منذ قدومه إلى العمل أنه ليس في حالته الطبيعية،
وأن شيئًا يعكر صفوه، فذهبت للاطمئنان عليه"، والحديث لبشير.
كان صوت بشير يأتي عبر الهاتف
ممزوجًا بكثير من الحزن والتأثر على صديقه الذي زامله في المدرسة وسافرا معًا إلى
السودان عام 2006 لدراسة الطب. وتابع سرد الحكاية قائلا "لم يستجب محمد
لطرقاتي المتواصلة على باب الغرفة وقد أغلق على نفسه من الداخل، أو لاتصالاتي
المتكررة على هاتفه الشخصي، فلجأت إلى باب خلفي، لأجده مسجّى على الأرض وإلى جانبه
مصحف (قرآن كريم) مفتوح على سورة الرعد، وقد توسطته لفافة شاش طبي".
تملكت بشير صدمة شديدة وهو يحاول من
دون جدوى إيقاظ صديقه محمد وإسعافه، وبالفحص الطبي تبين أنه قد فارق الحياة.
وقال بشير "كانت لفافة الشاش
التي استخدمها محمد لتثبيت موضع القراءة في القرآن تشير إلى الصفحة الثالثة من
سورة الرعد وفي مطلعها آية سجود، ويبدو أنه سجد وارتقى إلى الله ساجدًا".
وحسب بشير، فإن محمدًا لم يكن يعاني
أي أمراض تذكر، وكان دؤوبًا كثير الحركة والنشاط، لكنه لم يكن كذلك بالأمس، وكأن
شيئًا ما أصابه، غير أنه لم يفصح عن شيء، واكتفى بقول "تعبان.. أريد أن أرتاح
قليلًا".
طبيب
واعد
ووصف مدير مستشفى شهداء الأقصى
الدكتور كمال خطاب الطبيب الراحل بأنه كان من "الأطباء الواعدين في تخصص طب
الأطفال، ويتمتع بأخلاق رفيعة، وعلاقات طيبة ومتميزة مع زملائه والمرضى".
وقال خطاب -للجزيرة نت- إن
"محمدًا يعمل في المستشفى منذ نحو 3 أعوام، وكان حسن الدين والسمعة والأخلاق،
وشكلت وفاته المفاجئة صدمة كبيرة للجميع".
وكما هو سلوكه في عمله، فإن الطبيب
الراحل -وهو متزوج ولديه ولد وبنتان- كان يتمتع بعلاقات طيبة مع عائلته التي تقطن
في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، حسب تأكيد ابن عمه عودة أبو رويضة.
أبو رويضة الذي عمل سابقًا مديرًا
للعمليات في مستشفى شهداء الأقصى قال للجزيرة نت إن "محمدًا كان ودودًا
وهادئًا، وليس له أي عداوات مع أحد، ويحرص على كسب حبّ واحترام كل من يتعرف إليه".
وأضاف "رحمه الله، لقد فقدت
أسرته، وفقدنا جميعًا، طبيبًا محترمًا وواعدًا".
المصدر : الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق