مقال هذا
الأسبوع:
2021/09/28 م
نحن نزور
يوميا في حياتنا عددًا من الرجال السلبيين، الذين جل همهم حب النقد للآخرين
والتركيز على مواطن الضعف منهم. ونجد هؤلاء السلبيين لا يكتفون بنقد شخص واحد فقط
بل إذا فرغوا من انتقاد شخص ما أو شيء ما بحثوا عن مكان آخر لانتقاده، ولا أنكر كل
أنواع النقد على الإطلاق، بل هناك نقد مطلوب وهو
البنّاء الهادف. وهذا النقد مثمر. وله فوائد عديدة. ولكن أريد أن أوضح
ههنا، النقد الذي لا يأتي إلا بنقد آخر. وذلك من خلال بعض الأمثلة والقصص التي جرت
في واقع الحياة.
هناك قصة
للشخص السلبي الناقد لكل الأمور. وذلك أن رجلاً ركب سيارة الأجرة ..فكانت أول
كلمة قالها : ياه! ما أقدم سيارتك! ولما
دخل بيت أحد أصدقائه رأى الأثات فقال : ما غيرت أثاث بيتك حتى الآن ؟ بعد ذلك ولما
رأى أولاد صاحبه قال : ما شاء الله ... طيبون إلا أنه تابع قائلا : لكن لماذا لم
تلبسهم ملابس أحسن من هذه ؟ ولما عاد إلى بيته قدمت له زوجته طعامه.... وقد وقفت
المسكينة في المطبخ ساعات طوال....
فنظر ورأى
أنواع الطعام فقال : يا الله... لماذا لم تطبخي أيضاً بعض الأرز ؟ مد يده وتناول
بعض الطعام ثم قال متذمرا ومنتقدا : الملح قليل! لم أكن أشتهي هذا النوع...
دخل محلا
لبيع الفاكهة... فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه الشهية فقال : هل عندك مانجو ؟ رد
صاحب المحل العجوز : لا .... هذه تأتي في الصيف فقط. فقال : هل عندك بطيخ ؟ فرد صاحب المحل ثانية :
لا... أجاب أيضاً بأن هذا لا يأتي إلا في الصيف فقط.
فتغير وجهه
وقال : ما عندك شيء ؟ لماذا إذاً لا تغلق
المحل ؟ وخرج غاضبا ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعا من الفاكهة.... نعم،
قائمة النقد تطول وتطول .....
في هذه
القصة أنواع من العبر.
نحن نجد في
حياتنا أنواعا من السلبيين ممن حولنا. وانتقاداتهم لا تنتهي عند حد من الحدود بل
يزداد يوميا. وهؤلاء النقاد نجد عندهم نوعًا من مرض النفس. ولو نظرنا إلى مسؤوليات
الإنسان تجاه نفسه، تطلبت تلك المسؤوليات من كل إنسان أن يعمل بجد واجتهاد من أجل
مستقبله ومستقبل أمته. ويستلزم ذلك تأهيل الذات علميا وعملياً واكتساب المهارات
الجديدة والالتحاق بالتخصصات العلمية المتطورة وعدم التوقف عن كسب العلم والمعرفة
بدل أن ينتقد صاحبه في كل صغيرة وكبيرة
مثل الشخص الذي سبق ذكره. وفي كل إنسان قدرات ومواهب كامنة. وهي بحاجة إلى تنميتها
من خلال ترجمتها إلى واقع خارجي ملموس.
وإلا فإنها ستذبل وتضمر ولا يستفاد منها شيء مثل صاحبنا. وإذا ما أراد أي واحد منا
أن يحقق النجاح تلو النجاح والارتقاء إلى سلالم المجد والارتفاع نحو قمم الإبداع
والابتكار فما عليه إلا أن يستثمر كل قدرة، ويوظف كل موهبة، ويغتنم كل فرصة
....فهذا هو الطريق الأقصر نحو ( بناءالشخصية ) و ( معرفة الذات )، وليس طريق النقد،
ولينتبه في ذلك كل من عنده صفة حب النقد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق