أكد الأمين العام لمركز الحوار العالمي،
الأستاذ فيصل بن معمر، بأن قضية تنامي ظاهرة التطرّف والكراهيه، -سواء كان
ذلك على أسس دينية أم عرقية- تشكل تحديًا كبيرًا على الوحدة والعيش المشترك،
وخطرًا كبيرًا على السلام والأمن، مشيرًا إلى مشاعر الرعب والفزع التي تنتاب
الجميع عندما يستحضرون الأحداث المأساوية التي ضربت سريلانكا، وراح ضحيتها (259)
شخصًا بريئًا، والأحداث التي استهدفت المسلمين في نيوزلندا، واليهود في اميركا
وغيرها من العمليات الإرهابيه التي استهدفت مجموعات دينيه وعرقيه.
جاء ذلك خلال كلمته في ورشة عمل إقليمية، بعنوان: (معًا
من أجل التنوع وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان) نظمها مركز الحوار العالمي بالتعاون
مع منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة الإندونيسية خلال الفترة من 17-19/12/2019م،
وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التفاهم والتعاون بين المجتمعات الدينية المتنوعة.
وقال معاليه” كثيرًا ما يُنحى باللائمة على الدين
المتسبب في أعمال العنف التي تؤثر على عالمنا، وخاصة عندما يقوم بهذه
الجرائم أشخاص اتخذوا الدين مطية، ومارسوا القتل والتنكيل بالنفس البشرية، باسم
الدين والدين منهم براء، فأعطوا بذلك صورة مشوهة عن الأديان، التي جاءت لسعادة
البشرية، في حين أن هناك خمسة مليارات شخص في العالم لديهم انتماء ديني؛ ما
يجعل الدين جزءًا عظيمًا من هويتنا الجماعية، التي عندما نشعر بأن جزءًا منها،
يتعرَّض للهجوم؛ فإن تفاعلنا يجب ان يكون مكافحا ورافضا للتطرف والكراهيه وباحثا
عن أسباب ذلك للاتحاد في مناهضة كل مايهدد تماسك المجتمعات وعيشها المشترك.
وشدّد ابن معمر على قناعة المشتغلين بالحوار بين
اتباع الاديان والثقافات أن الحل الصحيح لا يكون في إلقاء اللوم على الدين
أو إزالته من المعادلة، مشيرًا إلى ما قاله الأسقف اللوثري منيب يونان ذات مرة
"إن القيادات الدينية غير قادرة على صنع السلام بمفردها، لكن عملية صنع
السلام لن تكون ممكنة بمعزل عن جهودهم" لافتًا أنه إذا كنا نريد مكافحة
آثار الفكر المتطرف، الذي أصبح اتجاهًا مثيرًا للقلق ليس فقط في جنوب وجنوب شرق
آسيا، ولكن في جميع أنحاء العالم؛ يجب التركيز على ضرورة تعزيز المشترك الإنساني
بين جميع اتباع العقائد المختلفة، وأساليب الحياة والتقاليد الدينية المختلفة، من
خلال التوكيد على المبادئ الإنسانية المشتركة التي يتقاسمها اتباع الاديان
والثقافات وتفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينيه و الاجتماعية لمساندة
صانعي السياسات لترسيخ الامن والسلام.
واستعرض الأمين العام لمركز الحوار العالمي، جهود
المركز العالمي للحوار الذي تم تاسيسه بمبادرة من المملكه العربيه السعوديه
بمشاركة النمسا واسبانيا والفاتيكان لتعزيز استخدام الحوار لمعالجة مجموعة واسعة
من التحديات التي تواجه الأسرة البشرية بأكملها، مشيرًا إلى أن السبب الذي يجعل
مركزنا فريدًا من نوعه كونه المنظمة الدولية الوحيدة التي يقود برامجها ومبادراتها
صانعي السياسات والقيادات الدينية؛ لإيجاد حلول جماعية وتنفيذها؛ بهدف تعزيز
التماسك الاجتماعي في أكثر من (50) دولة حول العالم.
وقال معاليه “لطالما كانت بلدان جنوب وجنوب شرق
آسيا محط اهتمام ومحور تركيز أعمال المركز، وعلى رأسها ميانمار، حيث يدعم المركز،
منذ عام 2016، جهود القيادات والمنظمات الدينية في ترسيخ التسامح والسلام”.
وفي هذا الخصوص، أشار إلى أن مركز الحوار العالمي قد دعم إنشاء (مبادرة ميانمار
للسلام )، التي تساهم فيها المجموعات الدينية المتنوعه وصانعي السياسات
باعتبارها واحدة من أكثر برامج الحوار بين أتباع الأديان شمولية وفعالية.
أكد
ابن معمر علي تنامي قناعات خبراء المركز من خلال تجربته الطويلة في
ميانمار، بأهمية توسيع نطاق أعماله لمكافحة التطرّف والكراهيه في مجتمعات منطقة
جنوب شرق آسيا.
وفي ختام كلمته، شدّد الأمين العام لمركز الحوار
العالمي على أن التحديات المتعلقة بمكافحة خطاب الكراهية، وتوعية الأجيال الشابة
وتثقيفها بشأن كيفية استخدام أدوات الحوار وتعزيز الثقافة الحقيقية للوقاية،
باتت تتسع اتساعًا كبيرًا على مستوى العالم. وتتطلب، استجابات سريعة على مستويات
متعددة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق