آخر الاٍضافات

الجمعة، 19 فبراير 2021

السفير السريلانكي يؤكد وجود آفاق كبيرة لزيادة التبادل التجاري بين مصر وسريلانكا

 


أجرت صحيفة أخبار اليوم المصرية حواراً خاصاً مع السفير السريلانكي في القاهرة إم كي باتمناذن بعد أيام من تسلمه منصبه، وخلال الحوار أكد سفير سريلانكا أن علاقات البلدين تاريخية، مضيفاً أن الدول النامية عليها تبادل الخبرات لمواجهة تداعيات جائحة كورونا التي أثرت على اقتصادات كافة الدول.

 

كما أوضح السفير السريلانكي أن هناك آفاقا كبيرة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، خاصة بعد خفض الجمارك على الشاي الذي يعد المنتج الأول لسريلانكا، ونفى استهداف المسلمين بحرق جثث ضحايا فيروس كورونا.

 

 وإلى تفاصيل الحوار:

 

- تسلمت مهامك قبل أيام.. ما رؤيتك لتطوير علاقات مصر وسريلانكا؟

علاقاتنا مع مصر لها تاريخ طويل، ففي القرن الثاني قبل الميلاد ذكرت سريلانكا في خريطة الجغرافي المصري الإغريقي بطليموس، وقد كانت سريلانكا مركزاً تجارياً مهماً منذ زمن بعيد، بالتالي كان المسافرون من الشرق إلى الغرب غالباً ما يمرون عبر جزيرة سيلان، وقد عرفها التجار العرب في المحيط الهندي، وفى القرن الثالث عشر تواصل حكام سريلانكا مع سلطان مصر لعقد اتفاقات تجارية، ثم في عهد الاحتلال البريطاني تم نفى أحمد عرابي باشا إلى سريلانكا وحظى بترحيب وإعجاب الشعب السريلانكي، وقد اختلط عرابي باشا معهم، وأنشأ مدرسة لتعليم ليس فقط المسلمين وإنما كافة الأجناس وأتباع مختلف الديانات، ولا تزال تحظى باحترام الجميع حتى الآن، وفى العاصمة كولومبو شارع باسم عرابي باشا حالياً، وبالمثل أسمت الحكومة المصرية الشارع الذى تقع به سفارتنا باسم شارع سريلانكا، كما أن هناك مركزا ثقافيا باسم عرابي باشا في سريلانكا كان قد ساهم في تطويره خلال فترة المنفى، وفى التاريخ الحديث ساهم الرئيس جمال عبدالناصر ورئيس الوزراء الراحل باندرانيكا في تأسيس حركة عدم الانحياز، وتبعها دعم سريلانكا لمصر في فترة العدوان الثلاثي داخل الأمم المتحدة حيث كانت سريلانكا عضوا في اللجنة الاستشارية حول أزمة قناة السويس داخل الأمم المتحدة، فقرر الرئيس عبدالناصر تأسيس بعثة دبلوماسية مصرية في كولومبو، كأول دولة عربية وأفريقية تقوم بتلك الخطوة، وكانت القاهرة مقر أول سفارة سريلانكية بأفريقيا.

 

العلاقات التجارية

 

- ما أبرز المجالات التجارية التي تربط مصر وسريلانكا؟

سيطر الشاي السريلانكي على السوق المصري حتى أوائل التسعينات من العام الماضي، ثم فقدنا السوق بسبب غلاء السعر، والمصريون يعلمون أن شاي «سيلان» الأفضل في العالم، لكن مشكلة السعر لم تعد موجودة حالياً بعدما أصبح سعره مقاربا لأنواع الشاي الأخرى، بسبب انخفاض الجمارك من 30% إلى 2% فقط، وأصبحنا نتلقى مزيد من طلبات الشاي من مصر، ونحن سعداء بذلك، بالإضافة إلى القرفة وهى الأفضل في العالم، وبدأنا نتلقى طلبات من مصر، ونحن نعمل على تعريف المصدرين في سريلانكا بوجود سوق كبير في مصر يمكنهم استكشافه، وخلال العام الماضي بدأت مصر تسيير رحلات جوية لشحن البضائع إلى العاصمة كولومبو، ما يسهل التبادل التجاري بين البلدين دون الاضطرار للتوقف في مناطق ترانزيت الذي يزيد من التكلفة.. وهناك فرصة للتجار المصريين لاستيراد الأسمدة الطبيعية من سريلانكا، وزيادة حصة جوز الهند السريلانكي داخل السوق المصري، كما أن التوابل لدينا الأفضل في العالم ويمكن للسوق المصري الاستفادة منها، بالإضافة إلى مجال الملابس الجاهزة حيث نصدر منتجاتنا إلى الولايات المتحدة واوروبا، وهناك عمال سريلانكيين في مصانع الملابس بالإسماعيلية نظراً لخبراتهم.

 

- جائحة فيروس كورونا أثرت على العالم بأسره.. ما تجربة سريلانكا في مواجهة الوباء؟

سريلانكا كانت محظوظة فيما يتعلق بأعداد الإصابات والوفيات جراء كورونا، فنحن من دول قليلة في العالم سجلت أعدادا قليلة من الضحايا، لكن على الرغم من ذلك فقد تأثرنا بشدة على الصعيد الاقتصادي، لأن السياحة واحدة من أهم الموارد الاقتصادية، وقد توقفت الوفود السياحية بسبب حالة الإغلاق التي فرضت بالبلاد، وعملنا خلال الشهور الماضية على فتح المجالات الاقتصادية تدريجيا، حتى استأنفنا النشاط الكامل للاقتصاد بما فيه السياحة في 21 يناير الماضي، وبدأ السياح في العودة من جديد، وفق نظام بإقامتهم في فنادق محددة مرخص لها، دون اختلاط مع السكان المحليين، إلا العمال الذين يخضعون لمتابعة لمدة 14 يوماً وتثبت المسحة عدم إصابتهم بكورونا، كما أن السياح عند قدومهم يخضعون لمسحة PCR ومتابعة طبية لمدة 14 يوماً، ويستطيعون عدم الاكتفاء بالبقاء في الفندق، والذهاب للمناطق السياحية التي لن يسمح فيها بتواجد السكان المحليين، لكى لا يختلطون بالسياح، وهو نظام يعرف بالفقاعة البيولوجية»، بحيث يكون السائح تحت الحماية دون أن يشعر أنه مقيد بأماكن معينة، كما يخضع السائح إلى مسحة جديدة بعد 14 يوماً من وصوله للبلاد.

 

- منظمات دولية انتقدت قيام السلطات السريلانكية بحرق جثث المتوفين بسبب كورونا من المسلمين.. ما تعليقكم؟

لدينا نظام وضعه خبراء فى الصحة، وقد قالت منظمة الصحة العالمية إن التخلص من جثامين ضحايا كورونا إما أن يكون بالدفن أو الحرق، وهذا لا يسرى فقط على المسلمين وإنما الهندوس والبوذيين وأتباع كافة الديانات، وهم جميعاً لديهم ممارسات فى الدفن، بالتالى المشكلة ليست لدى المسلمين فقط، لكن الاهتمام الأكبر فى وسائل الإعلام كان بالمجتمع المسلم لأن الأمر يحمل أهمية خاصة بالنسبة لهم، وعملية الحرق تهدف لسلامة الجميع من الفيروس وليس لأى سبب آخر، وحالياً تقوم الحكومة بمراجعة ذلك الأسلوب، لأننا نتفهم المخاوف لدى المجتمع المسلم، وأعتقد أنهم سيتخذون القرار الصحيح.

 

- كيف يمكن لمصر وسريلانكا وغيرهما من الدول النامية أن تتعاون لمواجهة تداعيات جائحة كورونا؟

الخطوة الأولى أن تعمل كل دولة على توفير التوعية اللازمة لشعبها والتأكد من سلامتهم، كما يجب على الدول أن تتشارك الخبرات حول تجاربها في مواجهة الوباء، فنحن نعلم أن مصر استضافت أكثر من مليون سائح العام الماضي على الرغم من الجائحة، ما يعنى أنها تمكنت من توجيه السياح إلى مناطق ليس بها إصابات، وتقدم لهم العلاج مجاناً عند اكتشاف حالات إصابة، ما يطمئن السياح، وبالمثل سريلانكا قدمت للسياح شهادة تأمين صحى مقابل 12 دولار فقط، بموجبها يتلقى علاج بقيمة تصل إلى 50 ألف دولار في أي مستشفى خاص، إذا أصيب بـ «كوفيد-19»، بالتالي ما يمكن أن نتعلمه من مصر هو العلاج المجاني للسياح، وهكذا يمكن أن نتشارك الخبرات، كما يمكن للبلدان تبادل الخبرات في المجال الصحي، حيث تقدم حكومة سريلانكا حتى الآن العلاج مجاناً لكل المصابين بفيروس كورونا، والعديد من الدول تطبق نظام العزل المنزلي للمصابين بأعراض خفيفة او متوسطة.. وعلى الصعيد الاقتصادي تأثرت ايرادات كافة الحكومات بسبب تداعيات الجائحة، لذلك على حكومتينا العمل معاً وتقديم تسهيلات تجارية، تساعد على مزيد من التصدير، وإيجاد أسواق جديدة وتلبية احتياجات الأسواق من منتجاتنا.

- كيف يمكن لسريلانكا أن تستفيد من الخبرة المصرية فى مجال البنية التحتية وبناء المدن الجديدة؟

العاصمة الإدارية الجديدة مشروع ضخم للغاية وستحقق مصر دفعة اقتصادية كبيرة بفضله، كما أعلم أنه يتم حاليا فى حى الزمالك تنفيذ مشروع «عين القاهرة» الذي سيكون له مردود سياحي، ودائما ما تكون مشروعات البنية التحتية محفزا جيدا للاقتصاد، وفى سريلانكا يتم حاليا بناء مدينة جديدة قرب العاصمة كولومبو والميناء، ربما ليست كبيرة مثل المدن في مصر، لكنها منطقة جديدة، فمشروعات البنية التحتية تحفز الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعد مؤشرا جيدا للدولة.

 

ترويج السياحة

- نجد في الفترة الأخيرة سفر وفود سياحية مصرية إلى إندونيسيا وماليزيا.. هل تفكرون في الترويج للمناطق السياحية السريلانكية داخل مصر؟

عدم وجود طيران مباشر بين القاهرة وكولومبو لا يمثل مشكلة في رأيي، لأن الترانزيت في دبي أو أبو ظبي يكون مريح، وأفضل من السفر 10 ساعات متواصلة، وبالنسبة للتأشيرة فنحن نقدم تسهيلات كبيرة في السفارة، كما يمكن لمسئولي شركات السياحة والطيران للتقديم على التأشيرة عبر الإنترنت، وتبلغ قيمة التأشيرة 35 دولارا، وهناك مصريون يزورون سريلانكا بالفعل، خاصة راغبي قضاء شهر العسل، ويمكن لمن يرغب في المجيء لسريلانكا العمل على رحلته حالياً بعد استئناف السياحة في 21 يناير الماضي.. وأعتقد أنه علينا العمل على تسويق السفر لسريلانكا داخل السوق المصري، فنحن لدينا الكثير لنقدمه وهذا غير معلوم للكثيرين.

 

- كيف يمكن للبلدين تعزيز علاقاتهما عبر الدبلوماسية البرلمانية؟

هذا أحد المجالات لتعزيز العلاقات فالبرلمانيين يمثلون الشعب ومن خلالهم يمكن تبادل الخبرات، وهم يؤثرون في عملية صنع القرار، فأعضاء البرلمان يمكنهم أن يكونوا رابط إضافي للعلاقات بين البلدين بالتواصل المشترك، والعلاقات بين أي بلدين تمضي على مختلف المستويات بداية من المستوى الرئاسي وحتى العلاقات الشعبية عبر رجال الأعمال والبرلمانيين من خلال جمعية الصداقة المصرية السريلانكية في برلماني كلا البلدين.

شكراً  لـ «الأخبار»

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

test