وصل فضيلة الشيخ محمد رضا المخدومي إلى العاصمة
الإماراتية أبوظبي للمشاركة في فعاليات الملتقى السنوي السادس لمنتدى تعزيز السلم
في المجتمعات المسلمة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي انطلقت، أمس الإثنين،
تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي
الإماراتي.
وذلك تحت عنوان "دور الأديان في تعزيز
التسامح.. من الإمكان إلى الإلزام"، وتستمر فعاليات المنتدى خلال الفترة من 9
إلى 11 ديسمبر، برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي،
ومشاركة 1000 شخصية من القيادات الدينية والفكرية حول العالم.
وعلى هامش مشاركته في المنتدى التقى الشيخ المخدومي عددا من الشخصيات
العالمية البارزة بمن فيهم الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم
الإسلامي، ومعالي الدكتور هشام قريسة رئيس جامعة الزيتونة التونسية، ومعالي
الدكتور نور الحق القادري وزير الأوقاف والشؤون الدينية بجمهورية باكستان
الإسلامية.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح
الإماراتي: "الملتقى يتناول بالبحث والدراسة دور الأديان في تعزيز التسامح
والتعايش والتعارف، وتحقيق الخير والرخاء للبشر أجمعين".
وأضاف: "الملتقى يؤكد أهمية بناء العلاقات
الإيجابية والطيبة بين الأشخاص والطوائف والجماعات، التي تمثل ديانات ومعتقدات
وثقافات مختلفة، باعتبار أن ذلك هو الطريق القويم لمجتمعات أكثر سلاماً وتقدماً
واستقراراً، وهو المنهج الضروري، لنشر الخير والأمان في ربوع العالم كله".
وتابع وزير التسامح الإماراتي: "إننا نعتز
ونفتخر بأن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تمثل طريقاً لتحقيق السعادة للبشر،
ومستقبلا أفضل للإنسان، في كل مكان، إذ جاءت هذه الوثيقة لتؤكد مكانة التسامح
والأخوة الإنسانية في مسيرة العالم، باعتبارهما الأساس الأخلاقي المتين لمواجهة
تحديات العصر، وتحسين نوعية الحياة للجميع".
ويشهد المنتدى إصدار "ميثاق حلف الفضول
العالمي الجديد"، فضلا عن تكريم الفائزين بجائزة "الحسن بن علي للسلم
الدولية"، التي يمنحها المنتدى سنوياً لشخصيات دولية لعبت أدواراً بارزة في
تعزيز وترسيخ قيم التسامح والسلام والوئام.
ويهدف الملتقى إلى إحداث تَحَوُّل في المنظور الديني
والقانوني للتسامح، بما يدعم مسارات المواطنة الحاضنة للتنوع، ويضمن حق أهل
الأديان جميعا في ممارسة شعائرهم في جو من الكرامة والسكينة والحرية المسؤولة.
ويسعى منتدى تعزيز السلم إلى بيان أسس التسامح
ومظاهره في الإسلام، من خلال التأصيل العلمي والتأثيث الفقهي للتعددية الدينية في
الإسلام، وتجديد النظر وتحقيق القول في التعامل مع الآخر، خصوصا فيما يتعلق بالنسك
والمعابد والتهنئة بالأعياد وغير ذلك من القضايا التي تتجاذبها الأصول.
ويناقش المشاركون في المنتدى مفهوم التسامح كقيمة
أخلاقية، لها جذورها الروحية العميقة في الرواية الإسلامية، التي تنبني على التخلق
بأسماء الله الحسنى، كما يعرض الجذور الأخلاقية للتسامح في التعاليم الدينية
والفلسفية المختلفة، من خلال آليات ومناهج التربية على التسامح، واستعراض بعض
النماذج والمبادرات الناجحة، لتنشئة الأجيال على سلوكيات إيجابية متسامحة.
ويتدارس المشاركون سبل مأسسة حلف الفضول الجديد،
بعد النجاح الذي حققته مبادرات ومشاريع مشتركة بين ثلة من قادة الأديان
الإبراهيمية، من خلال ميثاق عالمي يعمل على نقل الحرية الدينية وعلاقات التّعاون
وقيم التسامح من مجرّد الإمكان إلى درجة الالتزام الأخلاقي والإلزام القانوني، عبر
حماية دور العبادة التي أصبح الاعتداء عليها يهدد حرية الدين في أنحاء كثيرة من
العالم، والإسهام في التخفيف من حدة المعاناة التي تعيشها البشرية، وفي إطلاق
مبادرات واسعة النطاق، لتعزيز التعايش والتضامن والمحبة بين بني البشر، على اختلاف
أعراقهم وأديانهم ومشاربهم الفكرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق